* التجـربــة المستفـادة من غلاء الأسعــار، بعـد الارتفــاع الجنـونى للـدولار، أنهــا أفرزت مجمـوعـة من الحكمــاء، الذين لــم يبخلــوا على الشعب بالنُصـح والتوجيه حتى تمر الأزمة بسلام !
* فالكاتب الصحفى والإعــلامى مصطفى بكــرى ، عــاد بنـــا إلى حقبة الخمسينات والستينـات، على طريقــة " إن كُنتـوا نسيتـوا إللى جـرى هاتــوا الدفاتـر تتقرى " وكيف أن الشعب المصرى ( وقتها )، كان يأكل الشلوّلوّ والمش والبتاو !
* وقدم الإعلامى أحمـد موسى نصيحتـه ، لمن يشتكـون من غلاء اللحمـة والفراخ على طريقة فؤاد المهندس " بلاها سوسو وخد نادية " ، ونصح الشعب بعـدم أكل اللحمة والفراخ ، وأن الشعب لو توقف عن أكلهما (على حد قوله ) لن يموت !
* ليس بالضـرورة أن يكـون الحكيم متقشفا، وهـو يطالب بالتقشف ، وكذلك الحاكم حتى وإن كان يحكـم دولــة فقيــرة، يشتكى شعبها من الفاقــة، فالخديوى إسماعيل عندما افتتح قنـاة السـويس ، دعا وقتها (16 نوفمبر 1869) الملـوك والأمراء ورؤســاء الحكــومـات، ورجــال السياســة والعلــم والأدب والفن وقرينـاتهـم، وتـم استدعــاء الطبّاخين من مرسيليـا وجنوة وتريستا. لحضور حفل الافتتاح ، الذى بلغت تكاليفــه آنذاك مليونا ونصف المليــون جنيه ( لم يكن وقتهـا الــدولار يُذكَر ) وأقـام حفلا أسطوريـا!
* وعلى الرغـم من أن مصر كانت فى عهد الخديوى اسماعيل غارقــة فى الديــون والقروض، ومع ذلك كان الخديوى إسماعيل غارقا فى البذخ وحياة القصور، ربما لأنــه لم يكن ( وقتها ) لديـه حكمـاء من أمثـال بكرى وموسى، ينصحونه بالتقشف وإن كنت أعتقـد أنهمـا لو عاصرا الخديـوى ، لتركاه يستدين ويصرف ويبنى فى القصور ، دون توجيه نصيحة لـه بالتوقف عن اغراق البلد فى الديون، ولطالبا الشعب بالتقشف !
* منذ قديـم الأزل والشعـوب هى المطالبـة بالتقشف وربط الحـزام، وهذا لا يحـدث إلا فى عالمنا الثالث، الذى لم يشهد حاكما بدأ بنفسه وتقشف، على عكس ما حدث فى ملاوى مثلا، عندما قامت جويس باندا رئيسة الدولة بطرح طائرة رئاسية للبيع لدعــم اقتصــاد بلدهــا، أو كمـا فعــل الرئيس المكسيكي أنـدريس مانــويـل لــوبيـز أوبرادور، وقام بطرح طائـرة للبيـع عن طريـق مسـابقـة يانصيب، أو حتى يتقشف كما تقشف غاندي !
ـــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: بهاء الدين حسن